کد مطلب:335841 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:135

احادیث اختلاف الأمة، ألفاظ و صیغ الحدیث
أولا: أخرج الترمذی - واللفظ له - وأبو داود ابن ماجة والحاكم وأحمد

بن حنبل والدارمی وابن حبان وابن أبی عاصم والسیوطی وغیرهم، عن أبی هریرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله. (تفرقت الیهود علی إحدی وسبعین فرقة.. والنصاری إلی اثنتین وسبعین فرقة.. وتفترق أمتی علی ثلاث وسبعین فرقة) [1] .

ثانیا: وأخرج الترمذی والحاكم وغیرهما عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (لیأتین علی أمتی ما أتی علی بنی إسرائیل حذو النعل بالنعل، حتی إن كان منهم من أتی أمه علانیة لكان فی أمتی من یصنع ذلك، وإن بنی إسرائیل تفرقت علی اثنتین وسبعین ملة، وتفترق أمتی علی ثلاث وسبعین ملة، كلهم فی النار إلا ملة واحدة. قالوا: ومن هی یا رسول الله؟ قال: ما أنا علیه وأصحابی) [2] .

وعند الحاكم: قال: ما أنا علیه الیوم وأصحابی.



[ صفحه 324]



لقد ادعت كل طائفة الحق وإنها هی الفرقة الناجیة حتی نكون منصفین بالبحث عزیزی القارئ فلنضرب للقارئ أنموذجین لبعض استدلالات أهل السنة علی أنهم هم الفرقة الناجیة لنری كیف أنهم تمسكوا بما لا ینفع ولا یفید: الأول: ما ذكره أحد أقطاب علماء السنة الإیجی فی المواقف، حیث قال: وأما الفرقة المستثناة الذین قال فیهم: (هم الذین ما أنا علیه وأصحابی) فهم الأشاعرة والسلف من المحدثین وأهل السنة والجماعة، ومذهبهم قال من بدع هؤلاء.. ثم ساق عقائد أهل السنة [3] .

وهذا الدلیل كما تری ركیك وضعیف، ثم أن الأشاعرة وأهل السنة وأهل الحدیث الذین ذكرهم الإیجی أكثر من فرقة [4] .

حیث قال السفارینی فی كتابه لوامع الأنوار البهیة [5] : أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: 1 - الأثریة وإمامهم أحمد بن حنبل. 2 - الأشعریة وإمامهم أبو الحسن الأشعری. 3 - الماتریدیة وإمامهم أبو منصور الماتریدی. إذا فالسنة ثلاث فرق ولیس فرقة واحدة.



[ صفحه 325]



وقول النبی صلی الله علیه وآله إلا فرقة واحدة ناجیة ینافی التعدد فاختلف أهل السنة بین بعضهم البعض منهم من قال الأشعریة - ومنهم من قال الأثریة أتباع أحمد بن حنبل - ومنهم من قال الماتریدیة.. ومن ثم ما ساقه الإیجی فی كتابه المواقف من عقائد أهل السنة والجماعة فیه من الباطل ما فیه ومنه قوله: إن الله تعالی یراه المؤمنون یوم القیامة. مع أن ذلك خلاف لنص الكتاب العزیز فی قوله تعالی: (لا تدركه الأبصار وهو یدرك الأبصار وهو اللطیف الخبیر) [6] .

وهو خلاف قوله تعالی: (أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا) [7] وقوله تعالی: (وما خلقت الجن والإنس إلا لیعبدون). والنتیجة كلها أقوال قاصرة لا تمت إلی الدلیل بصلة. وأهل السنة أكثر من ثلاث فرق ولیس فرقة واحدة.. وأخرج الإمام البخاری فی صحیحه [8] فی باب قول النبی صلی الله علیه وآله: (لا تزال طائفة من أمتی ظاهرین علی الحق). فإن الرسول صلی الله علیه وآله یرید ظهورهم علی الحق بالبراهین والحجج والأدلة القاطعة ولا الأدلة الظنیة. فالقرائن التی یجب أن نتبعها أن أهل السنة ثلاث فرق من عصر الأشعری



[ صفحه 326]



ومن حیث المذاهب كانوا أكثر من عشر مذاهب وبقیت الحالة حالیا علی أربعة مذاهب وكل مذهب یشكل فرقة حالیا، فالتناحر والتصادم بین المذاهب الأربعة. وأما الشیعة الإمامیة الاثنی عشریة فرقة واحدة وإن الحدیث صریح فی عصمة تلك الطائفة بدلیل أنها لا تزال ظاهرة علی الحق دائما وكل من كان ظاهرا علی الحق مصیب دائما، وكل مصیب دائم معصوم، فتكون تلك الطائفة معصومة، ودلیل كل من صغری القیاس وكبراه قطعی لأنها لو لم تكن معصومة لخالفت الحق مطلقا، خطأ أو عمدا، ولا شئ من خلاف الحق مطلقا بحق، ولما لم تزل ظاهرة علی الحق مطلقا ثبت أنها معصومة، ولا قائل بالعصمة لغیر الأئمة من البیت النبوی صلی الله علیه وآله بالإجماع هذا أولا. ثانیا: نحن لم نجد فی أدلة المسلمین من القرآن والسنة ما یشیر إلی وجوب رجوع الناس إلی واحد من أئمة هذه المذاهب، ولم نجد ما یثبت وجود واحد منهم فی زمان النبی صلی الله علیه وآله فكیف یا تری یمكن حمل الحدیث علیهم وهم لا وجود لهم فی عصر النبوة وأین هم من عصر النبی صلی الله علیه وآله وقد ولد أبو حنیفة النعمان سنة (80 ه‍) ومات سنة (150 ه‍) علی ما سجله ابن خلكان فی (وفیات الأعیان ص 163، 666 من جزئه الثانی) ویقول فی ص 429 من جزئه الأول: (ولد الإمام مالك سنة (95 ه‍) ومات سنة (179 ه‍) والشافعی ولد سنة (150 ه‍) ومات سنة (204 ه‍). والإمام أحمد بن حنبل ولد سنة (163 ه‍)، ومات سنة (241 ه‍). فإن كنتم تجدون فی كتاب الله وسنة نبیه صلی الله علیه وآله ما یشعر بوجوب رجوع المسلمین فی أخذ



[ صفحه 327]



أحكام دینهم من الأئمة الأربعة هؤلاء فلیأت لنا بالدلیل. ثالثا: إن النبی صلی الله علیه وآله أخبر الأمة بأن النجاة منحصرة فی التمسك فقط بإثنین هما الكتاب والعترة (أی الخلفاء الاثنا عشر) كلهم من عترة النبی صلی الله علیه وآله والحدیث (إنی تارك فیكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدی أبدا، كتاب الله وعترتی أهل بیتی، إنهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض) [9] .

رابعا: حدیث الخلفاء الاثنی عشر راجع باب معرفتی بالخلفاء الاثنی عشر (تعرف من هی الفرقة الناجیة). خامسا: باعتبار أن خلافة أبی بكر قد تمت فلتة باعتراف الخلیفة عمر (كما نقل لنا ذلك الإمام البخاری [10] فی صحیحه فی باب رجم الحبلی من الزنا إذا أحصنت قوله (إن بیعة أبی بكر فلتة وقی الله المسلمین شرها) بحیث عین الخلیفة عمر من قبل أبی بكر. وبیعة أبی بكر كانت فلتة فنستنتج أن تعیین عمر قد تم نتیجة الفلتة التی وقی الله المسلمین شرها.. فإذا الأدلة تثبت بطلان خلافتهم باعتراف أصحاب العقول. واعترافهم حجة. كما یقول علماء أصول الفقه: (أعراف أصحاب العقول علی أنفسهم حجة). فإذا ثبت بطلان خلافة أبی بكر وعمر، فلا مناص حینئذ من ثبوت بطلان مذهب أهل السنة وهذا ما یخرجهم من الفرقة الناجیة.



[ صفحه 328]



سادسا: إن الأحادیث التی رواها أهل السنة صرحت بنجاة الشیعة بینما لم یرووا فی كتبهم أحادیث تدل علی نجاتهم هم. ومن تلك الأحادیث ما رووه عن النبی صلی الله علیه وآله أنه قال: (علی وشیعته هم الفائزون یوم القیامة). وأخرج السیوطی فی الدر المنثور والشوكانی فی فتح القدیر عن ابن عساكر، قال: عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبی صلی الله علیه وآله فأقبل علی فقال النبی صلی الله علیه وآله: (والذی نفسی بیده إن هذا وشیعته لهم الفائزون یوم القیامة). ونزلت (إن الذین آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خیر البریة). فكان أصحاب النبی صلی الله علیه وآله إذا أقبل علی قالوا: جاء خیر البریة [11] .

وعن ابن عباس قال: لما نزلت (إن الذین آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خیر البریة) قال رسول الله صلی الله علیه وآله لعلی: هو أنت وشیعتك یوم القیامة راضین مرضیین [12] .

وعن علی علیه السلام قال: قال لی رسول الله صلی الله علیه وآله ألم تسمع قول الله: (إن الذین آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خیر البریة) أنت وشیعتك، وموعدی وموعدكم الحوض، إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلین [13] .

وأخرج الطبری فی تفسیر الآیة المذكورة: عن محمد بن علی: (أولئك هم



[ صفحه 329]



خیر البریة) فقال النبی صلی الله علیه وآله: أنت یا علی وشیعتك [14] .

وعنه صلی الله علیه وآله أنه قال: (یا علی، إنك ستقدم علی الله وشیعتك راضیین مرضیین، ویقدم علیك عدوك غضابا مقمحین) [15] .

وقال صلی الله علیه وآله لعلی علیه السلام: (أنت وشیعتك تردون علی الحوض) [16] .

وقال: أنت وشیعتك فی الجنة [17] .

قال صلی الله علیه وآله: أیضا: إن أول أربعة یدخلون الجنة: أنا وأنت والحسن والحسین وذرارینا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارینا، وشیعتنا خلف أیماننا وشمائلنا [18] .

وعن جعفر الصادق عن آبائه عن علی (رضی الله عنهم) قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (یا علی مثلك فی أمتی مثل عیسی بن مریم: افترق قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنون وهم الحواریون، وفرقة عادوه وهم الیهود، وفرقة غلوا فیه فخرجوا عن دین الله وهم النصاری، وإن أمتی ستفترق فیك ثلاث فرق: فرقة اتبعوك وأحبوك وهم المؤمنون، وفرقة عادوك وهم الناكثون والمارقون والفاسقون،



[ صفحه 330]



وفرقة غلوا فیك وهم الضالون، یا علی أنت وأتباعك فی الجنة، وعدوك والغالی فی النار) [19] فهذه الروایة تصرح بأن الفرقة الناجیة هی أتباع علی بن أبی طالب علیه السلام وشیعته فلا یبقی مجال لما ذكره عبد القاهر البغدادی من أن الفرقة الناجیة هم أهل السنة والجماعة.. وأما كلمة (ما أنا علیه وأصحابی) المراد من الأصحاب هم الذین كانوا باقین علی خطه صلی الله علیه وآله كأبی ذر وسلمان والمقداد وغیرهم ولیس أهل السنة والجماعة موافقین لهؤلاء الأصحاب الأجلاء فنقول لم نجد من فرق الأمة من هم علی موافقة هؤلاء غیر الشیعة الإمامیة.. لو درسنا عقائدیا جمیع الفرق الأخری من حیث الأصول المعتزلة واستحقوا بها اسم الاعتزال خمسة: 1 - التوحید: أی أن الله واحد بذاته وصفاته، فصفاته عین ذاته. 2 - العدل: أی أن الإنسان مخیر غیر مسیر. 3 - المنزلة بین المنزلتین: أی أن مرتكب الكبیرة فی منزلة بین المؤمن والكافر. 4 - الوعد والوعید: إن الله إذا وعد بالثواب علی الخیر فوعده واقع. 5 - الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر واجبان بالعقل لا بالسمع. الأشاعرة خالفوا المعتزلة فی الأمور الخمسة. قالوا: إن صفات الله غیر ذاته وزائدة علیها، وإن الإنسان مسیر غیر مخیر، وإن الله لا یجب علیه الوفاء لا بالوعد ولا بالوعید، وله أن یعاقب المحسن



[ صفحه 331]



ویثیب المسئ، إذ لا یجب علیه شئ ولا یقبح منه شئ وإن مرتكب الكبیرة لیس فی منزلة بین المؤمن والكافر، وإنه لا یخلد فی النار، وإن الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر یجبان بالسمع لا بالعقل. والشیعة: یتفقون مع المعتزلة فی مسألتی التوحید والعدل، ویخالفونهم فی الثلاثة الباقیة، ویقولون فی مسألة مرتكب الكبیرة ومسألة الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر بما تقول الأشاعرة، وینفردون عن المعتزلة والأشاعرة معا فی مسألة الوعد والوعید حیث ذهبوا إلی أن الله سبحانه وتعالی یفی بالوعد ولا یجب علیه الوفاء بالوعید، فله أن یعفو عن المذنب، ولا یحق له بحكم العقل أن یخلف وعده مع المحسن. انتهی. فالفرقة الناجیة هی الشیعة الإمامیة، لأنها واحدة فی أصول الدین وفروعه فقول النبی صلی الله علیه وآله كلها فی النار إلا واحدة، لا ینطبق إلا علی الشیعة الإمامیة. روی العلامة البحرانی فی (غایة المرام) عن ابن شهرآشوب عن أبی طالب الهروی من طرق العامة - بإسناده عن علقمة وأبی أیوب: إنه لما نزلت: (ألم، أحسب الناس أن یتركوا أن یقولوا آمنا وهم لا یفتنون) قال النبی صلی الله علیه وآله لعمار: (إنه سیكون من بعید هناة حتی یختلف السیف فیما بینهم، وحتی یقتل بعضهم بعضا، وحتی یتبرأ بعضهم من بعض فإذا رأیت فعلیك بهذا الأصلع عن یمینی علی بن أبی طالب، فإن سلك الناس كلهم وادیا فاسلك وادی علی، وخل عن الناس. یا عمار إن علیا لا یردك عن هدی. ولا یردك إلی ردی، یا عمار طاعة علی طاعتی وطاعتی طاعة الله) [20] .



[ صفحه 332]



فهذا الحدیث الشریف الذی ورد فی تفسیر الآیة المذكورة یدل بوضوح علی وجوب كون المسلم شیعیا یتبع علی بن أبی طالب، وبعد. وأخیرا إذا كانت هذه المذاهب الإسلامیة قد نشأت فی عصور متأخرة من عهد الرسالة السماویة الإسلامیة فلا بد أن یكون الحق فی غیرها قبل نشوئها لأنه لا بد من وجود طائفة علی الحق إلی قیام الساعة، وإلا لزم أن تكون الأمة كلها علی ضلال إلی زمان نشوء المذاهب. وهو باطل بالاتفاق.


[1] سنن الترمذي: 5 - 25 - ح 2640، قال الترمذي. حديث حسن صحيح، سنن أبي داوود 4 - 197 - ح 4596، سنن ابن ماجة: 2 - 1321، صحيح ابن حبان: 8 - ص 258 - ح 6696، الجامع الصغير: 1 - 184 - ح 1223.

[2] سنن الترمذي: 5 - 26 - ح 2641، شرح السنة، 1 - 213 - المستدرك: 1 - 128.

[3] المواقف: للإيجي، ص 429 - 430.

[4] لوامع الأنوار البهية: للسفاريني: 1 - 73.

[5] المصدر السابق: ص 414 - نقلا عن كتاب (مسائل خلافية حار فيها أهل السنة) للشيخ علي آل محسن.

[6] سورة الأنعام: 103.

[7] سورة المؤمنون: 115.

[8] صحيح البخاري: ج 4 - ص 174 - باب قول النبي صلي الله عليه وآله: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة علي حق).

[9] راجع مصادر حديث الثقلين.

[10] صحيح البخاري: ج 8 - ص 25 - باب رجم الحبلي من الزنا إذا أمضت.

[11] الدر المنثور: للسيوطي: 8 - 589، فتح الغدير، للشوكاني: في تفسير الآية 7 من سورة البينة.

[12] المصدران السابقان، عن ابن عدي.

[13] المصدر السابق عن ابن مردويه.

[14] تفسير الطبري: 30 - ص 171.

[15] مجمع الزوائد: 9 - ص 131، المعجم الكبير للطبراني: 1 - 219 - ح 948، الصواعق المحرقة: 2 - 449.

[16] مجموع الزوائد: 9 - ص 131، المعجم الكبير للطبراني: 1 - 319 - ح 950.

[17] تاريخ بغداد: 12 - 289، 358. حلية الأولياء: 4 - 329، فضائل الصحابة: 2 - 655 - ح 1115.

[18] مجموع الزوائد: 9 - 131، فضائل الصحابة: 2 - 624 - ح 1068.

[19] ينابيع المودة: للقندوزي الحنفي: ج 1 - ص 109.

[20] فرائد السمطين: للجويني الشافعي: ج 1 - ص 178، غاية المرام: ص 403.